رساله من الشاطىء

رسالة من الشاطئ



من المتعارف عليه أم المصيف يكون في أشهر الصيف الأولى يونيو ويوليو, وأغسطس
وإلى نصف سبتمبر, ففي هذه الفترة يمتلئ المصيف بالناس ويزدحم الشاطئ كثيرا
وتعم الضوضاء في المكان وينتشر صوت الأغاني والفزب والكرة وغيرها ..
وبانتهاء هذه الأشهر ومع آخر يوم يرحل الناس ويقل الزحام على الشاطئ, ويرحل الناس
تاركين المهملات على الشاطئ
يصبحوا كالغزاة الذين غزوا أرضا واستمتعوا بها و بعد استمتاعهم رحلوا وتركوها بلا أي
اهتمام
ويعود الشاطئ بعد هذه الأشهر إلى الهدوء والنظافة والخلو من الناس إلا القليل,
ويصبح عالم آخر غير عالم هذه الأشهر.
ويظل بهذا الهدوء إلى أن تأتي هذه الأشهر أو إلى أن يأتي يوم شم النسيم ففي هذا اليوم
يعود المصيف والشاطئ إلى أشهر الصيف وكأنه في أعز أيام الصيف ويصبح أكثر,
ازدحاما من أي يوم في السنة ويصبح الشاطئ ممتلئا بالناس إلى أبعد حد..

وكأن ما يحدث في أشهر الصيف كلها يحصل من جديد وفي يوم واحد وهو يوم شم النسيم
, ولكن هذه المرة يغزوا الناس الشاطئ بشكل رهيب ويستمتعوا بالبحر واللعب
ومن ثم يرحلون مخلفين المهملات
فيشوهوا وجه البحر في هذا اليوم

فينحصر شكل الاستمتاع بهذا اليوم عند معظم الناس بالخروج إلى البحر وأكل الفسيخ
على الشاطئ ..
فالشاطئ يفتخر باحتفاء الله به بتزيينه البحر بالشمس من فوقه,
فشم النسيم يعني النسيم لا شم الفسيخ فيفترض أن يتمتع الناس في هذا اليوم بالهواء ورائحة الورود
فهذا اليوم يتكرر منذ 7 آلاف سنة باختلاف الاسم
وأول من ابتدع هذا اليوم كانوا الفراعنة
وكان يسمى شمو
أي عيد الحصاد أو عيد الخلق ... لماذا ؟
لأن الأرض في هذا اليوم تكون متفتحة, فكانوا يتمتعون بما حولهم دون إتلاف شيء
فكل ما يطلبه الشاطئ أن يستمتع الناس به, وإن لم يقدروا على تزيينه
فلا يعملوا على تقبيحه
, ليظل حسن المنظر من أجلهم ليستطيعوا أن يستمتعوا به كل مرة
لأنه بعد انتهاء يوم شم النسيم يرحل الناس تاركين الشاطئ

ليعود إلى هدوءه مرة أخرى منتظرا الغزو القادم